توجيه الفضيل بشأن جواب سؤال الشخص عن كونه مؤمناً
قال الفضيل: (إذا قلت: آمنت بالله فهو يجزئك من أن تقول: أنا مؤمن). يعني: لو افترض أن أحداً سالك فقال: أنت مؤمن؟ فقل: آمنت بالله. وكذلك تقول: آمنت بالله من غير سؤال، لكن ما الفرق بين أن يقول العبد: آمنت بالله وبين أن يقول: أنا مؤمن؟ يقول: (لأن (آمنت بالله) أمر)، وهناك نصوص تبين هذا، قال تعالى: (( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ ))[البقرة:136]، وفي الحديث: ( قل آمنت بالله ثم استقم ). يقول: (وقولك: أنا مؤمن تكلف لا يضرك ألا تقوله)، فهناك فرق بينه وبين (آمنا بالله)، فقد أمرنا الله وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول: آمنا بالله، لكن إذا قلت: أنا مؤمن فهذا تكلف لا يضرك ألا تقوله، لكن لو لم تقل: آمنت بالله ضرك ذلك، فخذ الذي لا تكلف فيه ولا يضرك، فانظر إلى الفقه! قال: (ولا بأس إن قلته على وجه الإقرار وأكرهه على وجه التزكية)، والمقصود بالكلام هو التزكية، والخلاف بين المرجئة وبين غيرهم ليس مجرد الإقرار، وإنما المقصود أنهم يدعون ذلك على سبيل التزكية، فعندهم أن الإيمان كامل! ولهذا قال ابن أبي مليكة: [أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى على نفسه النفاق ما منهم أحد يقول: إن إيمانه كإيمان جبريل]. لأنه ظهر من يقول: إيماني كإيمان جبريل ويعني مجرد التصديق، يقول: أنا مصدق وجبريل مصدق! وما كان أحد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا القول أو يجرؤ على أن يتحدث به.